بطل الحرب و السلام .. حسني مبارك يتحدث عن ذكريات اكتوبر
بشعر أبيض ووجه كسته ندبات وتجاعيد، أطل الرئيس المصري السابق حسني مبارك لأول مرة منذ عام 2011 في حديث مصور، متحدثا عن ذكرياته في حرب أكتوبر ضد إسرائيل، عندما كان قائدا للقوات الجوية.
إطلالة مبارك التي شاهدها مئات الآلاف عبر صفحة خاصة بعنوان “أرشيف مبارك” على موقع يوتيوب، كانت مثار مناقشات واهتمام وجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي الشارع المصري، من حيث توقيتها والرسالة وراءها، باعتبار أن ما جاء بها ليس جديدا.
حديث مبارك أشبه بمذكرات شخصية يحكي فيه ذكرياته كقائد عسكري في فترة حربي 1967 و1973، قص فيها دور القوات الجوية واستهدافها في حرب يونيو/ حزيران والعودة “للانتقام” في يوم السادس من أكتوبر/ تشرين الأول، مطالبا الشباب بالتعرف على “تضحيات جيل أكتوبر”.
وروى مبارك كيف أنه خرج على رأس سرب من ثلاث طائرات قاذفة من طراز “تيبلوف” الروسية في التاسعة من صباح 5 يونيو/ حزيران، وذلك قبل هجمات الطيران الإسرائيلي، وكيف أبلغه المطار أن مدرج الطائرات تم استهدافه وأنه يستحيل أن يهبط بطائرته، فاضطر للهبوط في مطار الأقصر، وبعد لحظات من هبوطه، تمكنت الطائرات الإسرائيلية من استهداف طائرته على أرض المطار.
وعلق مبارك على حرب يونيو، التي تسميها وسائل الإعلام المصرية بالنكسة، قائلا: “أصبنا بصدمة، السلاح بتاعنا راح، الطيارات كلها انضربت، والجيش كان يجري ومفيش خطة انسحاب، الضربة كانت مفاجئة وأفقدت الشعب ثقته في الجيش… قعدنا في المطار شهرين تلاتة مبنخرجش”.
أشاد مبارك في حديثه بجرأة وشجاعة سلفه الرئيس أنور السادات، وسرد دور القوات الجوية، وأكد على أهمية أن يعرف الشباب ما قام به جيل أكتوبر، وسرد فصول معركة المنصورة الجوية وأداء القوات الجوية في الثغرة ورأي السادات في فكرة انسحاب القوات، التي طرحها رئيس الأركان آنذاك الفريق سعد الدين الشاذلي.
ونشب خلاف بين الشاذلي والسادات على تكتيكات المعركة إبان الحرب التي شنتها مصر على إسرائيل لتحرير سيناء، وهو ما انتهى إلى استبعاد الشاذلي من رئاسة الأركان، وظل بعيداً عن الإعلام في عهد مبارك.
قائد عسكري
لم يأت حديث مبارك بجديد عن الحرب، غير أنه بدا حاضر الذاكرة بصحة جيدة رغم أنه جاوز التسعين بعامين، وهو ما يطرح تساؤلات حول توقيت ظهوره ودوافعه.
يقول مجدي الدقاق، وهو رئيس تحرير سابق لمجلة “أكتوبر” وعضو بارز في الحزب الوطني الذي رأسه مبارك إبان حكمه، إن مبارك ليس له دوافع سوى الحديث عن ذكريات أكتوبر كقائد عسكري بارز في هذه الحرب.
ويضيف الدقاق لبي بي سي أن مبارك ربما أراد أيضا “تعزيز مشاعر الوطنية والانتماء وتمجيد الجيش ودوره في هذه الحرب وبعدها”.
وهذا ما تحدث به أسامة سرايا، رئيس تحرير صحيفة “الأهرام” السابق، من أن مبارك كان له “دور عظيم في حرب أكتوبر لا ينكره أحد”.
وقال معتز عبد الفتاح، أستاذ العلوم السياسية، إن أعظم ما فعله مبارك هو دوره في حرب أكتوبر، بينما “سيظل أسوأ ما لم يفعله هو عدم الاهتمام بالانفجار السكاني وتحديث التعليم”، بحسب تغريدة له على موقع تويتر.
ولفت مبارك أثناء حديثه إلى زيارة وفد عسكري سوري للقاهرة للاجتماع لتحديد موعد العمل الحربي، وأنه كان ضمن المشاركين فيه، وتم الاستقرار على يوم 6 أكتوبر.